سر الكنز المفقود
كان هناك شيخ عجوز يمتلك أرضا زراعية بها العديد من أشجار الفاكهة من كل نوع وصنف، وكان يرعى هذه الحديقة بنفسه، ومرت الأيام وتدهورت صحة الشيخ العجوز، فطلب ابنه الوحيد وأوصاه بأن يرعى الأرض ويهتم بأشجارها،
ويعمل على ريها والعناية بها، وألا يهملها… ثم مات الأب تاركا ولده الوحيد والحديقة الغناء، وكان هذا الفتى كسولا لا يحب العمل، فأهمل الحديقة حتى ذبلت أشجارها وزهورها وماتت، وجفت الفاكهة وعطبت، وتحولت الحديقة إلى أرض جرداء لا فائدة منها.
وذات يوم بينما كان الفتى نائما كعادته مر عليه شخص وقور الهيئة باسم الثغر، وقال: أنا عابر سبيل يا بني.. وجئت لأنبهك لأمر مهم.. سأله الفتى: ما هو؟ – أجابه الرجل بقوله: الكنز المدفون في هذه الأرض.. تهللت أسارير الفتى وهو يقول في جذل: إنها أرضي وبالطبع الكنز سيكون ملكي، لأنه مدفون بها.. ضحك الرجل وهو يقول: هذا صحيح يا بني، ولكن كي تحصل على الكنز المدفون فيها لابد من حفر الأرض كلها وتقليبها حتى تعثر على الكنز المدفون بداخلها.. قال عبارته ثم انصرف.
وبالفعل أحضر الفتى الفأس وراح يقلب الأرض عدة أيام، ولكنه لم يعثر على الكنز، فعاد للنوم والكسل مرة أخرى.. وبعد عدة أيام عاد عابر السبيل مرة أخرى، وسأله الفتى عن الكنز.. ضحك الرجل مرة أخرى وقال: لا تتعجل الأمور يا بني.. لكي تحصل على الكنز ابذر في الأرض بعض الحبوب واسق الأرض بالماء في مواعيد محددة.. وفعل الفتى ما طلبه الرجل الغريب .
وبعد عدة أيام أنبتت الأرض زرعا أخضر اللون، وكان منظره جميلا، وعاد الرجل عابر السبيل مرة أخرى وألقى على الفتى
التحية، وسأله هل وجدت الكنز، فضحك الفتى متأملا: لقد أنساني هذا الزرع الأخضر الذي امتلأت به الأرض، أن أسألك عن الكنز، ابتسم العجوز وقال: بارك الله فيك يا ولدي.. هذا هو كنزك الحقيقي.
شكرا لمرورك الكريم